تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع استراتيجي مميز في شبه الجزيرة العربية في اقصى جنوب غربي آسيا، وتغطي المملكة العربية السعودية حوالي 2150000 كيلومتر مربع، أي حوالي ثلثي شبه الجزيرة العربية، وتنحصر بين الخليج العربي من الشرق، وخليج العقبة والبحر الاحمر من الغرب، ونتيجة لهذا الموقع المميز والمساحة الشاسعة، تمتلك المملكة العربية السعودية ثلاث واجهات بحرية ويبلغ طول سواحلها حوالي 3400 كيلومتر، إحداها على البحر الأحمر والأخرى على الخليج العربي، وخليج العقبة والبحر الأحمر إلى الغرب منها بساحل يبلغ طوله حوالي 2400 كيلومتر.
وتحتل المملكة المرتبة الأولى بين الدول المطلة على البحر الأحمر من حيث طول سواحله، حيث يمثل حوالي 80% من طوله، إذ أنه يفصل جنوب غرب قارة آسيا عن شمال شرقي قارة إفريقيا، والذي يعتبر الذراع الرئيسي للمحيط الهندي من خلال ربطه وبحر العرب في الجنوب بالبحر الأبيض المتوسط إلى الشمال.
يقع الخليج العربي في الجنوب الغربي من قارة آسيا وهو الحد الشرقي لشبه الجزيرة العربية، على شكل ذراع يمتد عموماً من الجنوب الشرقي حيث يقع مضيق هرمز، إلى الشمال الغربي حيث مصب شط العرب. ويرتبط الخليج العربي ببحر عمان الذي يقع إلى الشرق عبر مضيق هرمز، والذي يشكل صلة الوصل بين الخليج العربي وبحر عمان. ويعتبر الشريان الرئيسي للتجارة الدولية نظراً لموقعه الاستراتيجي بعد اكتشاف النفط فيه وفي المناطق المحيطة به. وأصبحت منطقة الخليج هي الخزان الرئيسي للنفط في العالم، حيث يمر حوالي ثلث إنتاج النفط العالمي عبر الخليج العربي.
الفريق الركن
محمد بن عبدالرحمن الغريبي
معالي رئيس أركان القوات البحرية الملكية السعودية
ومن هذا المنطلق عمدت حكومة المملكة العربية السعودية إلى إنشاء قوة بحرية مهمتها الدفاع عن أمن وسلامة أراضي المملكة العربية السعودية والبحار الإقليمية لها، فكانت بداية نشأة القوات البحرية الملكية السعودية بين عام 1376هـ و 1377هـ وسميت حين ذلك بسلاح البحرية وفي عام 1380هـ انضم زورق الرياض الى الخدمة في القوات البحرية ليكون أول قطعة بحرية تمتلكها القوات البحرية ومنذ ذلك التاريخ استطاعت المملكة تحقيق تعزيز هائل بما يمثل نقلات كبيرة في تطوير ترسانتها العسكرية والبحرية.
تمتلك القوات البحرية أسطولين مهمين هما الأسطول الشرقي على الخليج العربي والأسطول الغربي على البحر الأحمر وكل منهما يمتلك قوة عسكرية كاملة تتمثل في وحدات السفن القتالية ووحدات الدعم والإسناد الإداري والفني ومجموعة الطيران البحري ومشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة.
وإيماناً من القوات البحرية الملكية السعودية بأهمية التأهيل والتعليم والتدريب للكوادر البشرية عمدت إلى إنشاء كلية الملك فهد البحرية ومعهد الدراسات الفنية ومدارس القوات البحرية ومدرسة مشاة البحرية ومدرسة وحدات الأمن البحرية الخاصة بالإضافة إلى مراكز التدريب البحري.
ومنذ تاريخها تعهدت القوات البحرية الملكية السعودية بتنفيذ مهامها وواجباتها بالذود عن حياض الوطن الغالي والمشاركة في تحالفات دولية بحرية لنشر السلام والأمن في المنطقة.